خمسة أيام، كانت كافية لإطلاع الجمهور التشكيلي، على أعمال الفنانة الشابة بوياغرومني، بمسرح محمد الخامس، بالعاصمة الرباط، والتي جاءت عبارة عن صرخة لونية متناسقة تمجد الأسرة، (الأب، الأم، الأخ والأخت، والجدة)، في عناق حار مع البيئة. مع كل ما هو ذاتي/ كل ما هو هوية ثقافية/... وكل ما هو مغربي.
تنتمي هذه الفنانة الشابة إلى الجيل التشكيلي الجديد، تعلمت التقنيات الفنية بأروبا، وبالتحديد بالمملكة الهولاندية، ولكنها تعلمت اللمسات الجمالية... والصياغة الإبداعية بأسرتها التي ربطت روح ريشتها بالقيم المغربية.
ألوانها الشاعرية والصارخة، تبوح بهويتها، تخاطب منذ الوهلة الأولى البصيرة قبل أن تخاطب البصر، تتسرب إلى أعماق الأعماق في لحظة اللقاء الأولى، وهو ما يعني ارتباطها بفنون المغرب العريقة، العربية والأمازيغية والإفريقية، بهندسة هذه الفنون، في العمارة والحياة العامة، في ملابس الأطفال والشيوخ... ألوانها تؤرخ بهدوء لما مضى... ولما هو آت من التاريخ...
أعمال هذه الفنانة الشابة تقود العين بقوة وبإلحاح إلى صياغاتها التي تراهن على حسها الجمالي القائم ليس فقط على ألوان المغرب، ولكن أيضا على تراثه المتعدد الصفات والأشكال.
طبعا، كان معرضها بمسرح محمد الخامس خلال الأسبوع الأخير من السنة الماضية، هو الأول بالمغرب، إذ سيق لها أن نظمت عدة معارض فردية وبالتشارك مع فنانين آخرين بأروبا، وخاصة بالمملكة الهولاندية والجمهورية الفرنسية، حيث احتفلت الأندية والمواقع الثقافية بعطاءاتها الإبداعية المتميزة بالأصالة... وبهويتها الحضارية، بما تستحقه من تقييم وتشجيع.
السؤال الذي تطرحه أعمال هذا المعرض: إلى أي حد تستطيع الفنانة سناء بوياغرومني التي ترفض الاغتراب، المحافظة على هوية ألوانها/ هوية طروحاتها/ هوية خطابها التشكيلي، في غربتها بالبلاد الأروبية؟